كتبت: نورا محمد بوغيث
ضمن مبادرة الكويت تبرمج(Coded) والتي تقام بكلية العلوم الحياتية في جامعة الكويت كشريك استراتيجي، نُظّمت جلسة حوارية جمعت عددًا من أعضاء هيئة التدريس مع مجموعة من طلبة المرحلة الثانوية، بهدف إرشادهم ومساعدتهم في اتخاذ قرارات مدروسة فيما يخص تخصصاتهم الجامعية، وذلك من خلال مشاركتهم تجارب حقيقية وتقديم نصائح مستندة على الواقع.
أدارت الجلسة عضو هيئة التدريس من قسم علوم المعلومات د. شيخة الخضر، حيث بدأت بطرح سلسلة من الأسئلة الواقعية، ونصحت الطلبة قائلة: " من الأكيد أن هنالك أموراً صعبة في المرحلة الانتقالية من الثانوية إلى الجامعة، ولكن استعِن بالله ولا تعجز. فعلاً، من المدهش ما يمكنك إنجازه عندما تقرر أن تبدأ بشيء". وأضافت أن أستاذها في الدكتوراه اختار لها موضوعاً صعباً يدمج بين الذكاء الاصطناعي والفيزياء لثقته بقدرتها على ذلك، وبالرغم من ترددها آنذاك إلا أنها نجحت في هذا التحدي.
كما شاركت في الجلسة الحوارية الخريجة من قسم علوم المعلومات في البكالوريوس والأستاذ المساعد بجامعة ولاية كانساس في الولايات المتحدة الأمريكية د. صفية مال الله، حيث شرحت أهمية اختيار التخصص بناءً على احتياجات سوق العمل والفرص المستقبلية المتاحة، مؤكدةً على ضرورة الموازنة بين الرغبة الشخصية والفرص العملية، كما شجعت الطلبة على التفكير الواقعي عند اختيار تخصصاتهم. واختتمت حديثها بمثل ياباني: "إذا كنت ستسقط فاسقط إلى الأمام؛ ففي جميع الأحوال كنت تقدمت خطوة في ما تقوم به، فلا تستسلم واستمر".
وفي السياق ذاته، تحدثت عضو هيئة التدريس بقسم علوم المعلومات د. أسيل المنيس، التي كانت أحد المشاركين بالجلسة الحوارية، عن أهمية الصحة النفسية وعدم الاستسلام أمام التحديات، مؤكدةً أن المشاكل جزء من التجربة الجامعية، ولا ينبغي أن تكون عائقًا أمام التقدم، كما نصحت الطلبة بالتوجه إلى التخصصات الدقيقة مثل الذكاء الاصطناعي أو الأمن السيبراني بدلاً من المسارات العامة، وفي حال اختيارهم لمسار برمجي عام فمن الأفضل إكمال المسيرة التخصصية بالدورات، مع التأكيد على أن كل شخص له تجربته الخاصة، وعليه أن يُحسن الاستماع لنفسه عند اتخاذ القرار.
وفي مداخلة أخرى، سلطت عضو هيئة التدريس بقسم علوم المعلومات د. زهراء معرفي، الضوء على أهمية الاستكشاف وتجربة التخصصات المختلفة قبل اتخاذ القرار النهائي، كما أشارت إلى أن الطلبة اليوم يملكون فرصًا وموارد لم تكن متاحة في السابق، مما يمنحهم مساحة أكبر لفهم اهتماماتهم الحقيقية قبل الالتزام بتخصص معين، وتحدثت عن تجربتها وكيف أنها تخصصت في مجال الكمبيوتر، الذي كان شغفها منذ الصغر، إلا أنها لم تلتفت إليه إلا لاحقاً، ووجدت أن تخصصات الكمبيوتر ستفتح أبواب تسمح لها بربط جميع العلوم التي تحبها تحت مظلة هذا المجال.
ومن هذا المنطلق شدد المشارك بالجلسة عضو هيئة التدريس من قسم نظم المعلومات الإدارية بكلية العلوم الإدارية د. سلمان الجزاف، على أن التعليم داخل القاعات الدراسية لا يُمثل سوى جزء من التجربة الجامعية، مبيناً أهمية تنمية المهارات الشخصية مثل القيادة، والعمل الجماعي، والتواصل، وحل المشكلات، من خلال الأنشطة الطلابية، والأندية، والمبادرات، والعمل التطوعي. كما أشار إلى أن الذكاء الاصطناعي أصبح جزءًا لا يتجزأ من جميع التخصصات، وليس مقتصراً على علوم الحاسوب فقط، مؤكدًا أن الموظف الناجح هو من يُحسن الاستفادة من هذه الأدوات في تحسين كفاءته، بغض النظر عن طبيعة تخصصه.
وفي الختام وجه المشاركون رسالة للطلاب والطالبات الحاضرين: "أنتم في بداية الطريق، وقد تكون الرؤية غير واضحة الآن، لكن بالاجتهاد، والصبر، والتجربة، ستصنعون طريقكم بأنفسكم. لا تستعجلوا القرار، ولا تخافوا من التحديات، واستعينوا بالله ولا تعجزوا.




